اخر المواضيع

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

غرق اسطول الحرية لن يقف عقبه فى طريق الحرية

اغرقت البحرية الاسرائيلية «اسطول الحرية» في بحر من الدماء، وكان يحمل على متنه متضامنين اجانب وعربا من اربعين دولة لكسر الحصار على قطاع غزة.               

لقد اوفى سفاحو اسرائيل بوعدهم، وارتكبوا مجزرة ضد المتضامنين العزل الا من مشاعرهم الانسانية التي حملتهم للتضامن مع غزة وشعبها، يحملون على متن سفن اسطول الحرية ما تيسر من مساعدات طبية وتموينية لسد رمق مليون ونصف مليون فلسطيني.
وفي تفاصيل الجريمة، فقد سيطرت قوات البحرية الإسرائيلية بالقوة فجر امس على السفن داخل المياه الدولية وهي في طريقها إلى قطاع غزة، وسط أنباء متضاربة عن عدد الذين سقطوا خلال العملية. ففي حين تحدثت تقارير صحافية اسرائيلية عن سقوط 19 شهيدا وأكثر من 50 جريحاً، بينهم 15 من الاتراك، اعلن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر صحافي ظهرا، مع رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي، ورئيس سلاح البحرية ان عدد القتلى عشرة فقط، ولم يذكر عدد الجرحى والمصابين، قيل ان من بينهم رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر الشيخ رائد صلاح.
إنزال.. واقتحام
وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن نحو 19 سقطوا عندما اقتحمت قوات الكوماندوس البحرية سفن المساعدات وواجهت مقاومة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين.
وأظهرت الصور المباشرة التي بثتها وسائل الإعلام الاسرائيلية أن قوات الاحتلال اقتحمت السفن على نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحراً وجواًً ومحاصرتها.
وقال متضامنون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وقنابل مسيلة للدموع فيما حاول بعض الركاب اعتراض القوات المهاجمة.
وزعم باراك وقائد البحرية ان بعض «المخربين» الذين كانوا على متن السفينة كان بحوزتهم اسلحة وسكاكين وحاولوا الاعتداء على الجنود، الذين اطلقوا نيران اسلحتهم «دفاعاً عن النفس»، حيث اصيب عدد منهم، وصفت اصابة اثنين بالمتوسطة، قبل ان ينجحوا في السيطرة على سفينة مرمرة (التي وقعت على متنها الجريمة) وباقي السفن، واقتيادها الى ميناء اشدود جنوب اسرائيل.
وأفادت لـ القبس مصادر على متن اسطول الحرية قبل انقطاع الاتصال معهم نهائياً، عن قيام وحدات من الكوماندوس والبحرية بمهاجمة السفن من البحر والجو فجرا، وذلك بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى الاعتداء بالضرب على المتضامنين.
وقالت المصادر ان قوات البحرية اقتربت من الأسطول وطلبت من طاقمه التوقف والتعريف عن هويته وهوية مركبه، وبعد ذلك انقطع الاتصال بالحملة في الرابعة فجراً، مشيرة إلى أن جميع النشطاء الآن موقوفون لدى قوات الاحتلال في سجن اقامته خصيصاً بالقرب من ميناء اشدود.
اقتيادهم إلى المعتقل!
من جهته، زعم نائب وزير الخارجية داني ايالون ان السفن كانت تحتوي على اسلحة وان الجنود واجهوا اعمال عنف من الركاب.
وأضاف ان إسرائيل فعلت كل ما بوسعها لمنع اقتراب السفن من شواطئ غزة، كما انها عملت على نقل حمولة السفن الى القطاع برا واقتياد السفن إلى ميناء أشدود واحتجاز الركاب في السجن رقم 26 الذي تم تجهيزه لهذا الغرض قبل أسبوعين، وهو عبارة عن قسم كبير من الخيام تمت إقامته لاحتجاز أكثر من 700 متضامن.. ويتم الان التحقيق معهم من قبل طواقم المخابرات الإسرائيلية، صاحبة التجربة الطويلة والمريرة في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين والعرب، والتي لا تتورع عن ارتكاب أفظع الممارسات اللاانسانية بحق الأسرى.
وناشدت اللجنة العليا للأسرى المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، التدخل العاجل، لضمان سلامة هؤلاء المتضامنين من الانتهاكات، وحمايتهم من وسائل التعذيب. ودعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ. ومنح هنية جميع المتضامنين في القافلة وسام الشرف لما قدموه من تضحيات وصلت لدفع أرواحهم مقابل إيصال صوتهم للعالم أجمع، معتبرا ان جميع الشهداء والجرحى هم شهداء فلسطينيون.
ودعا هنية السلطة الفلسطينية الى وقف المفاوضات فوراً مع الاحتلال الصهيوني، وتشكيل ضغط دولي تجاه ما قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلية.
وفي السياق ذاته، اصدرت سائر الفصائل الفلسطينية وقياداتها بيانات نددت بالجريمة الاسرائيلية وطالبت باجراء المصالحة الفلسطينية فوراً وفك الحصار عن قطاع غزة، ووقف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. كما دعت المجتمع الدولي الى فرض عقوبات على اسرائيل واعتبارها دولة مارقة ارتكبت جريمة حرب وضد الانسانية.
وفي السياق ذاته، جرت تظاهرة جماهيرية حاشدة وسط مدينة رام الله، دعت اليها الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، حيث ندد المتظاهرون بالجريمة الاسرائيلية، وانتهت بالاعتصام التضامني امام الممثلية التركية، حيث عقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث الذي دعا الى الرد على الجريمة الاسرائيلية بالتوقيع على المصالحة الفلسطينية، وتوحيد صفوف الشعب والارض والنظام السياسي، وانهاء الانقسام.
وفي اسرائيل، أصدر ايهود باراك أوامر للجيش برفع حالة التأهب القصوى في كل أنحاء دولة الاحتلال، عقب الجريمة البشعة التي ارتكبها جيشه بحق أسطول كسر الحصار عن قطاع غزة في عرض البحر فجر اليوم.
وجاء القرار خشية من رد الفعل الفلسطيني في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
كما أعلنت «نجمة داوود» الحمراء حالة التأهب لأعلى درجة خشية من أعمال عنيفة اليوم. وطالب عدد من الوزراء الاسرائيليين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقطع زيارته لكندا ولواشنطن والعودة فوراً لتل أبيب، في أعقاب النتائج الوخيمة لاقتحام سفن كسر الحصار.
ويتكون أسطول الحرية من ست سفن هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينتان لنقل الركاب، تسمى إحداهما (القارب 8000) نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال، التابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، إلى جانب سفينة الركاب التركية الأكبر.
ويُقل الأسطول 750 مشاركًا من أكثر من 40 دولة، وضمن المتضامنين 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، من بينهم عشرة نواب جزائريين.
وتحمل سفن الأسطول أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما يحمل معه 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركيًا، لا سيما أن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق في غزة.

ليست هناك تعليقات: